طريق العودة
أراه في كل مكان
في كل بقاع الأرض
في مصر ، سوريا ، الأردن ولبنان
ذهبت عن وطني ولكني سأعود
سأنسى مرارة الإبعاد والخضوع
سأنسى صوت جدّي الموجوع
لن أعترف بالقمم العربية
قمم الخنوع والركوع
في أرضٍ غير أرضي
أعيش حُلُمي الذي سرقه منّي المحتل الظالم
ما زلت متمسكاً بطرْف ثوب جدّي
ما زلت على حق عودتي قائم
قد أعود لوطني مع الجيل القادم
الجيل الذي سيبني وطناً فلسطينياً دائم
يا صهيون ...
أقتل ، اسجن ، اهدم
ولكنّي على حق عودتي مصمّم
لن أبقى ابن هذا المخيّم
ولو رأيتَني في يومٍ أستسلم
فاعلم أنك لست بوعيِك
أنت تحلُم
أنت مجنون
أما أنتم أيها اللاجئون
فأنا معكم ومنكم وإليكم
أحمل سلاحي بجانبكم
ضد العدو الذي هجّرني وهجّركم
شتّتني وشتّتكم
وسَجَن أخي وإخوتكم
وحاصَرني وحاصركم
لنطالب بالحرية و العودة و الإستقلال
وإذا لم نحظى بها
فلنتركها مهمةً للأجيال
هيا قم معي يا لاجئ
طريق عودتنا على بعد أميال
إحرق مبادرات السلام
مزِّق إتفاقيات الإنهزام
أخرج عقد ملكية دارك
انفض عنها غبار أكاذيب صهيون
ولا تستمع لخُطب ذلك المجنون
بعنوان الدولةِ التي لن تكون
أخبره أننا
منذ اول يوم للنكبة اخترنا الكفاح
أخبره أننا لن نلقيَ السلاح
أخبره أننا لم ننسَ الجراح
وأن خالداً لم يمُت
ولا صلاح
وأن فلسطين ستبقى مُقلة العيون
أنا اللاجئ
بلا مكان وبلا وطن
بلا هوية تشهد للزمن
أني ابن هذه الأرض
في أرضي حقي دُفن
في أرضي بيتي هُدم
و في أرض الغربة صوتي كُتم
و شعبي ..
بالتهجير والتشتيت عليه حُكم
ستة عقودٍ من التهجير والحِرمان
بسلاح اليهود خُفي الكيان
قُتل أبي و أنا شاهدُ العيان
ما جعل للزيتون مكاناً
ولا للإنسان
ولكن ما هي إلا صرخات أيام
و سأُعلي راية وطني
سأرفع جبيني
سأقول : لا للإستسلام
لا للإنهزام
يا صهيون ..
فلتقتلني .. عذّبني .. بالأغلال قيّدني ..
ولكنك لن تأسِر حلُمي
سأعود إلى أرضي
مهما مرت عقودٌ من الزمان
سأعود لأزرع المريميّة والرَّيحان
سأعود لأنها أرضي
لأنها مدفَني
سأعود لأن موعد العودةِ قد حان
سأعود لأنني لن أبقى لاجئ
لن أبقى لاجئ